سـؤال يطـرح نفسـه على المجـريـات السـيـاسيـة … كيــف ســيسـجـل التـاريـخ في تلك المـرحـله ؟ . .ان العلـوم الحـديثـة تحـذر مما يقـال على انـه حقـائـق تـاريخيـة، يكفـي هنـا ان نعلـم حكايـة دمـوع ” التمـاسـيح ” ونكتشـف أن التمـاسـيـح لا تـذرفُ الـدمـوع لسـبب بسـيـط هـو أنهـا لا تمـلك غـددًا دمعيـة. . فـ السيـاسـة لا تـُرى بـ الـعيـن المجـردة , ومَنْ لا يـجيـد قـراءة مـا بيـن السـطـور و مَنْ لا يـرى مـا يحـدث فى الكـواليـس، لا ينتظـر منـه أن يقـرأ تـاريـخـًا يـُكـتب. لنضـع جـانبـًا مـدونـات التـاريـخ السلطـوي أو المنظـومـات العقـائديـة والـوضعيـة لان بهـم تكتـب الأسـاطيـر العليلـة ، . لابـد أن نعلـم أن الاقـرب للحـقـائـق في تـدويـن التـاريـخ هـم المغضـوب عليهـم , ومن طـال ظهـورهـم سـيـاط الـزبـانيـة ,أو أصـابتـهـم الرصـاصـات فـ تـركـت علامـة عليهم , أو خطفـت أرواحهـم وتـركوا هـم لنا حقـائـق التـاريـخ . . هم هؤلاء الذيـن سـجلـوا الـوقـائـع بلا خـوف من جـور السلطـان .انهـم أصحـاب فكـرة ( الـى مـزبـلـة التـاريـخ ) لكـل مستبـد وعـدو للحـريـة . هم من دحـروا طغـاة واسـتبـداد أراد البقـاء قـرونـًا على سـلطـة الحكـم. إن مجـد هـؤلاء يتمثـل في انهـم علمـوا كتـاب التـاريـخ من أي زاويــة لابـد أن تقـرأ الاحـداث والـوقـائـع ومـوضعهـا الصحيـح . . إن الشـعب المصـرى صـاحـب وعـي حقيقـى وحس وطنـي، و قـارئ متميـز لمـا بين السطـور أكثـر من أولئـك المحسـوبيـن على النخـب و المثقفـين. .